كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الرأي الثاني: أن يكون ملك الموت هو الذي يقبض الروح وحده، وليس لأحد غيره من الملائكة يعينه في قبض الروح ثم إذا قبضها لا تلبث في يده حتى يعطيها ملائكة آخرين فإن كانت روحا مؤمنة أعطاها لملائكة الرحمة- جعل الله جل وعلا أرواحنا وأرواحكم كذلك. وإن كانت روحا كافرة أعطاها ملائكة العذاب وهذا الرأي الثاني هو الذي تميل النفس إليه والله أعلم.
{حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون} [الأنعام: 61]. أي لا يضيعون في قبض الأرواح وإنما لا يتقدمون قبل الأجل ولا يتأخرون بعد الأجل فحيثما أمرهم الله زمانا ومكانا يكونوا عليهم السلام.
{ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق} و{ثم} حرف عطف لكنه يفيد التراخي، التعقيب والتراخي فيه فترة زمنية ما بين قبض الروح وأن ترجع إلى الله ليحكم بينهم هي التي تسمى حياة البرزخ {توفته رسلنا وهم لا يفرطون}.
{ثم ردوا} أي الخلق {إلى الله مولاهم الحق} بكسر القاف لأنها صفة للفظ الجلالة.
{ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق} تبقى مسألة لغوية هنا: الله هنا يتكلم عن جميع الأرواح مؤمنها وكافرها فكل الأرواح مردها إلى الله وقال الله في نعت ذاته العلية هنا {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق} مع أنه قال في سورة محمد {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} [11] سورة محمد.
فكيف يستقيم الجمع بين أن الله يقول في كتابه {وأن الكافرين لا مولى لهم} ثم يقول في آية عامة {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق}؟
والجواب عن هذا أن يقال: إن كلمة مولى لفظ مشترك لعدة معان يأتي بمعنى المعتق ويأتي بمعنى المعتق فيقال للسيد الذي أعتق: مولى، ويقال للعبد للذي أعتق: مولى، هذا أحد معانيها.
ويقال مولى بمعنى مالك الملك وهو المراد بالآية هنا فقول الله جل وعلا: {ثم ردوا إلى الله مولاهم} أي مالكهم وأما قول الله في سورة محمد {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} أي ناصرهم وقول الله: {وأن الكافرين لا مولى لهم} أي لا ناصر لهم، وإلا الكفار والمؤمنون ملك لمن؟ ملك لله، فمعنى مولى في سورة محمد ناصر ومعنى مولى في سورة الأنعام مالك الملك، والله مالك ملك أهل الكفر وأهل الإيمان أما أن الله ناصر لأهل الإيمان بلا شك وليس الله بنصير لأهل الكفر. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه» أي من كنت ناصره وحاميه فعلي ناصره وحاميه، هذا معنى مولى في هذا الحديث الشريف. قلنا يتحرر من هذا أن معنى مولى لفظ مشترك لعدة معان وهي في سورة الأنعام بمعنى مالك الملك ولا شك أن الله كما بينا مالك للعباد كلهم.
{ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين} [الأنعام: 62] وقول الله: {ألا له الحكم} فيه إشارة خفية إلى أنه ليس لأحد أمر لازم على الله، وإنما الله يحكم بما شاء يدخل من يشاء برحمته ويعذب من يشاء بعدله.
{ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين} الله جل وعلا ليس ذاته كذات المخلوقين فلا يقاس ما في أذهاننا من الحساب على ما نعلمه من محاسبة المخلوقين بعضهم لبعض فالله جل وعلا كما أن خلقه خلقهم تبارك وتعالى خلقا واحدا قادر على أن يخلقهم جملة وقادر على أن يميتهم جملة وقادر على أن يبعثهم جملة كذلك قادر سبحانه وتعالى على أن يحاسبهم جملة فهو جل وعلا له الحكم وهو أسرع الحاسبين.
ثم قال الله جل وعلا: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون}.
ما زال السياق في أن القضية سورة مكية والمقصود منها في المقام الأول إثبات توحيد الألوهية لكن إثبات توحيد الألوهية لا يقوم إلا إذا ثبت توحيد الربوبية.
وقلنا إن هذا أسلوبان: أسلوب تقرير وأسلوب تلقين.
بيان ذلك أن الله جل وعلا يخاطب هؤلاء أهل الإشراك الذين يشركون مع الله يخاطبهم بأرض الواقع ويقول لهم جل وعلا: إنكم تسافرون في البر وتسافرون في البحر ويصيبكم من المشاق والكوارث والمصائب ما يجعلكم وأنتم مشركون في حال الرخاء يجعلكم توحدون الله ولا تسألون معه غيره، كما قال الله جل وعلا في عدة سور أنهم يلجؤون إلى ربهم وحده دون سواه: {دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين} [22] سورة يونس، والله تبارك وتعالى يبتلي عباده كائنا من كان ويدلل جل وعلا في خلقه المنثور وكتابه المسطور في الأرض على أنه الرب الأوحد والمالك الذي لا يقدر على النفع ولا على الضر إلا هو لا يكشف بلوى ولا يدفع ضرا إلا هو ولا يعطي عطاء ولا يمنح رحمة إلا هو {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر} وليس المقصود عين الظلمة وإنما المقصود ما في البر والبحر من مشاق ومن مفاوز ومن أمور تصيب الرجل والمرأة والجماعة والفرد على السواء فإذا أصابهم الأمر وتيقنوا بالهلاك وعظم عليهم الأمر واشتد عليهم الكرب علموا أن لا ملجأ من الله إلا إليه فلجؤوا إلى الله جل وعلا مخلصين يتضرعون بالدعاء سرا وإعلانا فردا وجماعات خفية وتضرعا فإذا نجاهم الله واستجاب دعاءهم ونقلهم من حال الخوف إلى حال الأمن ومن حال الضراء إلى حال السراء نسوا- عياذا بالله- كل ذلك الأمر ولجئوا من جديد إلى شركهم قال الله جل وعلا: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه} [12] سورة يونس، وهذا أمر يتحقق في القريب والبعيد في الزمن الماضي وفي الزمن الحاضر وفي الزمن المستقبل كم من تاجر خاف على تجارته وأيقن بغرقها أو بتسلط غيره عليها أو أيقن بالخسران فزع إلى الله في ظلمات الليل يسأل الله ويدعوه فلما نجا الله له تجارته وأنعم عليه ورزقه أخذ تلك الأموال التي اكتسبها فأنفقها في غير طاعة الله وربما سافر بها سفر معصية، وهذا مرحلة أدنى، لكن المرحلة الأعظم التي عناها الله في هذه السورة أن أولئك أهل الإشراك يرون الموت عيانا فيفزعون إلى الله بقلوبهم وجوارحهم وألسنتهم ويصرون على الدعاء ويلحون ثم إن الله لعظمته وحلمه وكمال رحمته ينعم عليهم وينجيهم حتى إذا شعروا بالأمان والرخاء لجأوا إلى أصنامهم وأوثانهم وما غلوا فيه يعبدونه ويسألونه من دون الله وحتى تعلم أنه لا شيء أعظم من أن تشرك مع الله جل وعلا غيره وأن يكون قلبك الذي فطره الله وخلقه وسواه وجبله على التوحيد وعلى إخلاص العبادة له أن يعطى بعد ذلك كله لغير الله وأن يلهج لسانك بأي فرد ملكا أو أميرا أو سلطانا أو عالما أو داعية أو والدا أو ولدا أو زوجة أو ابنا أو محبا تحبه تجعله مقدما على حبك لله جل وعلا ومن أراد ما عند الله من النعيم وخاف ما عند الله من الجحيم لم يقدم على ذات الله أحدا كائنا من كان لا والدا ولا ولدا ولا أما ولا زوجة ولا أحدا كائنا من كان لا يتعلق قلبه لا بممثل ولا بلاعب ولا بمعلم ولا بطالب ولا بسائر أحد وإنما يجعل فؤاده وقلبه للرب تبارك وتعالى.
هذا هو التوحيد الذي بعث الله من أجله الرسل وأنزل الله من أجله الكتب وأقام النبي صلى الله عليه وسلم من أجله الجهاد، أما غير ذلك فكلما نقص حظ الله منك نقص حظك من الله، كلما ابتعدت عن الله في توحيده وذكره وإجلاله ومحبته كنت من رحمة الله جل وعلا أبعد وإلى عذابه أدنى، قال الله جل وعلا: {قل الله ينجيكم منها} أي من هذا الكرب المخصوص الذي تسألونه بل إن الله لا يكتفي بأن ينجيكم من كرب مخصوص تدعونه بعينه قال الله: {ومن كل كرب} أي ومن كل كرب عام علمته أو لم تعلمه وقد ينجيك الله من كرب لم تدعه أن ينجيك منه لا تعلم أن ذلك الكرب في طريقك لكن الله جل وعلا يزيله عن طريقك من غير أن تعلم.
ثم يقول الله جل وعلا بعد ذلك وبالا وعارا عليهم: {قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون} أي مع تلك النجاة وتلك الرحمة وذلك الحلم من الرب تعودون كما كنتم تشركون مع الله جل وعلا غيره.
والمقصود من هذا كله:
أنه لا يعقل أن نفسر سورة الأنعام وقد جعلها الله جملة في أغلب آياتها خصيصة للتوحيد ودعوة إلى الإيمان به ونبذا للشرك ودفعا للإشراك ثم لا يخرج الإنسان منها بثمرة تجعله يسير في سائر أيامه حتى يلقى الله وليس في قلبه أحد يحبه ويوالي ويبغض ويعادي عليه إلا الرب تبارك وتعالى. جعل الله قلوبنا وقلوبكم على تلك الفطرة السليمة.
ثم نقول قال الله بعدها: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض...} [65] سورة الأنعام.
مناسبة الآية لما قبلها:
أن الله كما بين أنه قادر على أن ينجي من المهالك قادر على أن يلقيكم فيها.
{قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} مثل الرجم {أو من تحت أرجلكم} مثل الخسف {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} هذه الآية لا تحتاج إلى كلفة في الشرح لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري وغيره لما نزلت هذه الآية جاء بها جبرائيل فجبرائيل وهو يتلوها على النبي صلى الله عليه وسلم قال: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} فقال صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بوجهه» فهذا النبي استعاذ بوجه من؟ بوجه الله، فلما استعاذ النبي بوجه ربه أعاذه الله، تفهم من هذا أن هذه الأمة لا يمكن أن تهلك بعذاب عام من السماء، قال جبرائيل: {أو من تحت أرجلكم} فقال صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بوجهه» ومن هذا تعلم أن هذه الأمة كأمة مجتمعة لا يمكن أن تهلك بخسف من الأرض، ثم قال جبرائيل يتلو كلام الله: {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} هنا لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهه، ليمضي قدر الله قال صلى الله عليه وسلم: «هذه أهون» وفي رواية: «أيسر» وفي رواية أخرى: «هاتان أهون وأيسر»، ولم يستعذ بالله ليمضي قدر الله، وهذا أمر مشاهد واضح جلي أن الأمة ذاق بعضها بأس بعض، فمنذ أن قتل عثمان رضي الله عنه إلى يومنا هذا والأمة يذيق بعضها بأس بعض، ونتكلم بوضوح آخر ما حصل في قامعة الدولة الإرهابيين الذين ماتوا من الطائفة هذه مسلمين ومن الطائفة هذه مسلمين، هذا ما يقوله الله جل وعلا: {ويذيق بعضكم بأس بعض} صحيح أنهم خارجون عن طاعة ولي الأمر وأن ما فعلوا خطأ محض وأن ما فعلوه أمر لا يجوز شرعا لكن هذا لا يخرجهم عن دائرة الإسلام، والذين ماتوا ممن كانوا تحت طاعة ولي الأمر مسلمين، فهذا معنى قول الله: {ويذيق بعضكم بأس بعض}.
{أو يلبسكم شيعا} الشيع الفرق والأحزاب {ويذيق بعضكم بأس بعض} الأمة منذ مقتل عثمان في أكثر أزمنتها وهي متفرقة أهواء وفرقا وشيعا ويذيق بعضها بأس بعض.
وأعلم أن هذه الأمة فنبينا صلى الله عليه وسلم زويت له الأرض وقال: «إن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض- أي ملك فارس وملك الروم- وإنه زويت لي الأرض وسيبلغ ملكي ما زوي لي منها». ثم دعا صلى الله عليه وسلم ربه ألا يهلك أمته غرقا فاستجاب الله جل وعلا له، فمن خوف الأمة أنها ستموت كلها غرقا لا تخوف لأن هذا أمر سأله النبي صلى الله عليه وسلم ربه وأعطاه الله إياه ثم سأله ألا يسلط عليها عدوا يستبيح بيضتها، سأله ألا يسلط عليها عدوا يستبيح بيضتها بيضتها: يعني مركزها مقامها أصلها جرثومتها هذا كله يطلق على البيضة العصبة الرئيسة، فاستجاب الله جل وعلا كلام نبيه صلى الله عليه وسلم، وسأله ألا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعه الله جل وعلا ذلك، وأخبره «أنني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد».
تفهم من هذا أمور وهذه مزية العلم:
لما حصل غزو العراق من قبل أمريكا خاف الناس وبعضهم أرجف بقول أن تسلط أمريكا على دولة الحرمين وتهلك مكة والمدينة ولا شك أن الذين خافوا قوم غيورون يريدون الخير للأمة، لكن من كان لديه بضاعة قوية من العلم كان يعلم أن هذا لا يمكن أن يقع لا يمكن أن يقع قدرا ولا شرعا لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ربه وعد أنه لا يسلط عدوا من خارج الأمة على أمة الإسلام يستبيح بيضتها وكل من كان منصفا علم أن بيضة الإسلام اليوم هي دولة الحرمين ومكة والمدينة بالذات، الدولة الحامية لها، هذه بيضة الإسلام اليوم لا يمكن أن تمكن لا لأمريكا ولا لغيرها أن يسلط تسلط عسكري على أرض الحرمين يستبيح بها بيضتها وتهلك فيها بالكلية هذا أمر لا يمكن أن يقع لا على يد أمريكا ولا على يد غيرها؛ لأن هذا أمر سأله نبينا صلى الله عليه وسلم ربه فأعطاه الله إياه، لكن الله منع نبيه صلى الله عليه وسلم لأمره وقضائه وحكمته لما سأله ألا يسلط بعضهم على بعض هذه قال الله جل وعلا فيها «إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد» وهذا أمر مشاهد فإن الأمة تفرقت فرقا وأحزابا وشيعا منذ القدم منذ مقتل عثمان وحرب علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما وغيرهما بعد ذلك والأمة يذيق بعضها بأس بعض للأسف، والمفر من هذا كله أن يعتصم الإنسان بكلمة المسلمين وأن يلزم طاعة ولي الأمر وأن يعلم أن يد الله جل وعلا مع الجماعة وأنه من خرج عن الإيمان قيد شبر مات ميتة جاهلية وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصبر وأمر بأمور عدة تقوى بها شوكة الإسلام والتفاف الناس بعضهم إلى بعض كلما كانوا متحدين متفقين على إمام واحد كان ذلك أغيض للعدو وأعظم لإقامة شرائع الله وحدوده والكمال عزيز والنقص موجود لكن لا يسدد مثل ذلك إلا بالتناصح والتشاور والسمع والطاعة في غير معصية الله تبارك وتعالى.
المقصود من هذا:
بيان أن الله سبحانه وتعالى بين وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كثيرا من الأمور التي يسترشد بها العاقل ويستنير بها المؤمن ويتقي بها البصير ويعرف الجميع الطريق الموصل إلى الله وهذه مزية أهل العلم على غيرهم في أنهم يعلمون من كتاب الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ما يثبت الله جل وعلا به فؤادهم ويهديهم إلى صراط مستقيم.
لذلك الله قال بعد هذا كله: {انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون} ولا ريب أن الله فصل الآيات وأبان لعباده طرائق الحق والطريق المستقيم وأوضح ما يقرب منه وما يدل عليه وما يرشد في أمر الدين وأمر الدنيا لكن الناس يتفاوتون في مقدار العلم وحتى أهل العلم يتفاوتون في مقدار الأخذ بالعلم والسمع والطاعة لله والعمل بما يعملون فكم من إنسان حافظ للقرآن متدبر له لكنه لا يعمل به ويعلم معانيه ومواطن نزوله وناسخه ومنسوخه لكنه لا يعمل به شيء ومنهم من أضله الله على علم يقرأ ويأخذ لكنه لا يستفيد منه في واقع الحياة شيئا، وهذه رحمة من الله وفضل يؤتيه الله من يشاء ومن أخلص لله النية وصدق مع الله بلغه الله مناله وأعطاه مراده.
سائلين الله جل وعلا لنا ولكم التوفيق. وصلى الله على محمد وعلى آله.